إن وجود أي إنسان في حياتك سيؤثر عليك حتمًا سواء على الصعيد الإيجابي أو السلبي، ولكن يعود ذلك لاختيارك للأشخاص ومن تريد التعامل معه. ومع ذلك فإن شروط اختيار الصحبة الكريمة ليس بالأمر الهيّن، خصوصًا في ظل المجتمعات الحالية. إليك مقالنا التالي لتتعرف أكثر على هذه الشروط، فقد يحالفك الحظ وتعثر على الخلّ الوفي الذي أصبح من المستحيلات الآن.
جدول المحتويات
شروط اختيار الصحبة الكريمة
من أهم شروط اختيار الصحبة الكريمة النقاط التي سنذكرها فيما يلي:
- لا بدّ أن تكون الصحبة خالية من أية أغراض شخصية أو مصالح دنيوية، بل يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى.
- أن تدفعك هذه الصحبة لحب الغير وعمل الخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله، المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل).
- يجب أن يتمتع الصاحب الجيد بالأخلاق الحميدة ويسير على درب الدين والتُقى.
- أن يمتلك صاحبك عقلًا راجحًا يستطيع من خلاله التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
- كما يتوجب أن يكون الصدق متبادلًا بينكما والابتعاد كليًا عن الكذب.
- الرغبة الحقيقية بالصداقة بينكما وذلك لولادة مودّة ورحمة في هذه الصحبة.
- التشابه بين الأفكار والأهداف الحياتية بينكما من أهم شروط استمرارية الصحبة.
- الابتعاد عن الأنانية بالنسبة لكليكما.
اقرأ أيضًا: جميع العوامل التاليه يمكن ان تسبب التجويه ماعدا
صفات الصديق الصالح
ولا تكتمل شروط اختيار الصحبة الكريمة، إلا بصفات الصديق الصالح الحميدة، والمتمثلة بالآتي:
- أن يكون صديقك مستمعًا جيّدًا لك بحيث لا يقاطعك أثناء حديثك، وكذلك الأمر بالنسبة لك.
- تبادل الهموم والآلام يعزز من الصداقة والثقة بينكما.
- الابتعاد بشكل كامل عن الكذب واعتماد الصدق فيما بينكما.
- حفظ الودّ في الحضور والغياب.
- التواصل بشكل مستمر، فحتى لو كانت المسافات بعيدة فإن الاتصال والسؤال يعززان من المودة.
- يستطيع كل منكما الاعتماد على الآخر في أي شيء.
- أن يتمتع بالثقة والأمانة.
- كما أن يجب ألا يبخل عليك بنصيحة تحتاجها في وقت معينة، والأمر ذاته بالنسبة لك.
- التسامح وقبول الاعتذار.
- من أهم صفات الصديق الصالح هو تمنّي الخير لصاحبه.
- كما يجب أن تكون سمعته طيبة بين الناس.
صفات الصديق السيء
أما بالنسبة للصديق السيء الذي نتمنى جميعنا الابتعاد عنه، فتتمثل صفاته بالنقاط التالية:
- كثرة سيئاته والمعاصي التي يرتكبها.
- الانحراف.
- ذو سمعة سيئة بين الناس.
- يغلب الكذب على أحاديثه.
- يصادقك لمصالح شخصية ولا يهمه المودّة بينكما.
- لا يمكن أن تأتمنه على شيء أبدًا.
- يفضّل النجاة بنفسه على مساعدة أصدقائه في المحن والمصاعب.
- لا يحب عمل الخير بل يبعدك عنه تمامًا، ويجرك لعمل الشر.
- الحسد والغيرة من طباعه.
اقرأ أيضًا: نبات يستخرج من حبه الصغير زيت السيرج وأهم استخداماته
أثر الصحبة الصالحة في حياة الإنسان
تترك الصحبة الصالحة في حياتك أثرًا عظيمًا يتلخص فيما يأتي:
- تقربك الصحبة الصالحة من الله تعالى وتزيد من تقواك.
- تطرح الصحبة الصادقة عيوبك أمامك لتحسّنها وتتطور أكثر.
- يترك الكلام الطيب بين الأصدقاء الأوفياء أثرًا جميلًا في النفس.
- مع اختيارك للصديق الصالح تجد نفسك تسير في الدرب الصحيح، ويتحسن خلقك بشكل ملحوظ.
- يزداد نجاحك وتفوقك مع دعم صديقك لك ووقوفه بجانك.
- من أهم الآثار التي تتركها الصحبة الصالحة في النفس، هو التفاف الناس الجيدون من حولك، فلا تجد بينهم شخصًا سيئًا.
- التحسين من سلوكك مع أقاربك والناس عامةً.
- يبعدك صديقك الصالح قدر الإمكان عن المعاصي.
- ستتصف تلقائيًا بأبرز وأهم الصفات الجيدة الموجودة في صديقك.
أثر الصحبة السيئة في حياة الإنسان
كما للصاحب الجيد أثر في حياتك، فإن لمرافقة أناس سيئين أثر أكبر أيضًا، لا سيما أن الشر يجر شرًا أكبر منه. ومن أهم الآثار التي يتركها الصديق السيء ما يلي:
- سيعديك صديقك السيء بالفساد.
- ستبتعد عن الخير تدريجيًا حتى تجد أن الشر هو الصحيح.
- تسلك سلوكياته دون أن تشعر، فتتلفظ بألفاظه النابية، وتتصرف بأعماله الحمقاء.
- سيكون دخولك في المشاكل أمرًا سهلًا للغاية.
- سمعته السيئة ستتبعك أينما ذهبت.
- من المحتمل أن يسيء لك بأي شيء، فقد تكون ضحية لأفعال قذرة أنت في غنى عنها.
اقرأ أيضًا: كيف اعرف رقم صندوق البريد الخاص بي وأنواع صناديق البريد
فضل الصحبة الكريمة في الإسلام
لقد تحدث الدين كثيرًا عن الصديق الصالح والانتقاء في اختيار الناس من حولك. خصوصًا وأن الصداقة الجيدة تدفعك كإنسان إلى طريق الرشد والخير، وتبعدك دون أن تشعر عن كل ما يغضب الله تعالى. وقد جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ما يدل على حب الله عز وجل للصحبة الصالحة، حيث جاء في الحديث الشريف ما يلي: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ”.
وهكذا فإننا نتأكد أن دين الإسلام حث المؤمنون على اختيار صديق وفي صالح خلوق، يساعد أخاه المسلم للتوجه نحو الصراط المستقيم. كما جاء في حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يثبت ذلك وهو: “الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ”. بالإضافة لما سبق فإن الله عز وجل ذكر في كتابه الكريم عن الصديق الصالح والصديق السيء بقوله تعالى: “الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”.
لماذا نختار الصحبة الجيدة؟
تختار الصحبة الجيدة لأنك تصل من خلالها إلى أماكن مرموقة، في القمة مباشرةً. فالدعم والمساندة أهم عوامل النجاح في هذه الحياة.
إلى هنا ونكون قد وصلنا إلى ختام مقال مهم نحتاج لمعلوماته جميعًا. وأخيرًا نقول تمعّن جيدًا عزيزي القارئ بشروط اختيار الصحبة الكريمة وجميع النقاط الهامة المذكورة سلفًا، واختر من تريد حولك وفقًا لذلك.